جدل الفقه والتصوف في المدرسة المدينية بالمغرب الأوسط

Abstract

تهدف الدّراسة إلى بحث العلاقة الجدليّة بين الفقه والتّصوّف، ضمن إطار المدرسة المَدْيَنِيَّة التي تعدّ النّموذج الأمثل لتشوّف مثل هذه العلاقات، في محاولة لمقاربة رصيد التّجربة المَدْيَنِيَّة بين حدّي الفقه والتّصوّف، من حيث إمكانيّة التّضاد والتّكامل، وصولا إلى فهم أثرها ضمن التّقاطعات والتّجاذبات المشكّلة للتاريخ الديني، والاجتماعي، والسياسي، عن طريق ربط التّاريخ بالواقع من خلال معالجة مفارقات الحاضر على ضوء خبرات الماضي، والسّعي إلى إثراء جانب من تاريخ المغرب الأوسط، الذي كثيرا ما ارتبط بالدراسات العامة غير المتخصصّة في التّاريخ الديني والفكري. وقد تمّ تسليط البحث حول سيرة القطب أبي مدين شعيب (ت 589?/ 1193م)، وطبيعة تكوينه الفقهي والصّوفي وأثر ذلك في وضع الإطار الفكري للمدرسة المدينية وامتداداتها الأندلسية، والمغربية، والإفريقية، والمشرقية، خلال القرنين السابع والثامن الهجريين/ الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، حيث كان للمدينية الأهلية الكاملة في قيادة السّلطة الدينية وتوجيه الحراك الاجتماعي العام. كما يعدّ الخطاب الفقهي والخطاب الصّوفي من أهمّ الخطابات الحاملة للمبادئ والمثل العليا الإسلامية؛ في أحكامها وأخلاقها وسلوكها، الأمر الذي يدفع بنا إلى توجيه البحث عن تلك المبادئ القِيَمِيَّة المغيّبة، في محاولات لاستعادة ذلك المُقَدَّس المُسْتلَب.